عن عبور الخليج و تتويجه.. رواية أخرى لم تروى بعد..
لم يكن مساء الجمعة الماضي تتويجا لتميز أداء فريقنا لموسم كامل في أرض الملعب فحسب..
بل كان تتويجاً لتجربة جماهيرية اسمها الوفاء و التدثر باسم الخليج حتى في أيام وهنه..
غاب الخليج لمواسم طويلة.. و لم يغب عنه جمهوره و أهله.. فلم ينسى الخلجاويون ناديهم.. لازموه متألقا فخافتا.. “استراحة محارب” ليست إلا كذلك.. ذا ما اعتقدوا فأصابوا و بعدها عاد المحارب و عادوا معه للأضواء..
و كان تتويجا لإدارة شابة و عقلية إدارية جديدة.. جاء معظمهم بخبرات إدارية من ممارسة الإدارة في القطاع الخاص..
و لناديهم وظفوا خبراتهم قناعة بأن الإنجاز لا يأتي حظا و لا مصادفة و أن البيئة الإدارية الناجحة هي التي تسخر الامكانات و تنسج العلاقات و توفر الكوادر و تمنحها هامش الحرية و الإبداع لتصنع ذلك الإنجاز.. فكان ما كان..
من هنا كان تتويجاً لطاقم فني وطني مدت له اليد فصنع ما صنع..
عبر الخليج من ركاء إلى جميل.. و عبر بالخليج من سيهات للمنطقة بضمه لنجومها في صفوفه و التفاف رجالاتها و جماهيرها خلفه..
لم تكن سيهات إلا الحضن الدافئ لتلك الكوادر و النجوم لتعزف مجتمعة أهازيج البحر التي يعرفها أهل المنطقة الشرقية جيداً..
عبور الخليج بهذا الزخم و الحضور لا يشبهه أي عبور.. أعاد لروح المنافسة و التواصل و قيم رياضية غابت بعض ملامحها..
جمع الخليج أبناء المنطقة.. تعاونوا.. تواصلوا.. دعموا.. و في المدرجات هتفوا.. و عندما صعد الخليج صعد الجميع باسم منطقتهم..
بهذه الروح سيكمل الخليج و جمهوره و حاضنوه إكمال كتابة روايتهم بطريقتهم الخاصة و روحهم الرياضية الخاصة.. لتبقى انموذجا جميلا معبرا عن جمال المنافسات الرياضية التي كدنا أن ننساها..
محمد عبدالله الشافعي